نموذج المؤلف لعمليات الوعى بالعمليات الإبداعية
المصدر : ايمن عامر.(2002) . الحل الابداعي للمشكلات بين الوعي و الاسلوب.القاهرة :المكتة العربية
لتنظيم فهمنا لجوانب الوعى بمختلف العمليات الإبداعية، نقدم فيما يلى مصفوفة مقترحة من قبل المؤلف (عامر،2002) ، لمكونات الوعى بعمليات الحل الإبداعى للمشكلات ، يوضحها الشكل (6-1)
تستند هذه المصفوفة الى تعريف للوعى بعمليات الحل الإبداعى للمشكلات، بأنه العملية التى تتضمن معرفة الفرد التقريرية والإجرائية بالعمليات والحالات النفسية المعرفية، والوجدانية، والجسمية،والاجتماعية، المصاحبة لتفكيره فى مشكلة ما تتطلب حلاً إبداعياً· بالاضافة الى درايته بكل ما يتصل بتخطيطه المعرفى لإنجاز هذه المهام ،و مراقبته لنمو وتطور هذه العمليات بداخله أثناء الأداء الإبداعى، فضلاً عن درايته بالمحكات التى يستخدمها للتقويم المتآنى والبعدى لادائه من مختلف جوانبه خلال مسار العملية،لتحديد درجة النجاح أو الفشل فى تحقيق الأهداف المرجوة، وما يبذله من محاولات لتوجيه هذه العمليات، والتحكم فيها إرادياً·
ووفقاً لهذا التصور، يمكن تقسيم مكونات عملية الوعى بالعمليات النفسية الإبداعية ــ على نحو ما هو واضح فى الشكل (6-1 ) ــ الى ثلاثة محاور:
- المحور الأول ، ويختص بنوع العمليات أو الحالات النفسية، التى يعى بها الفرد، وهى خمس فئات من العمليات والحالات : العمليات المعرفية، والحالات الوجدانية، والحالات الجسمية (حسية، أو حركية)، والعمليات الاجتماعية ، أما الفئة الخامسة فتتصل بوعى الفرد بما يخص تكامل عمل هذه العمليات معاً وهو ما اطلقنا عليه اسم الوعى بمنظومة الذات · (والمثال على ذلك أن يعى الفرد التأثير الذى يمكن أن تحدثه حالته الجسمية ( التعب مثلاً ) على عملياته المعرفية ، مقابل تأثيرها على حالته الوجدانية .
- أما المحور الثانى : فيتعلق بأى جانب من جوانب العمليات الأربعة السابقة سيكون محور انتباه الفرد · ففى حالة العملية المعرفية مثلاً ، هل سيتجه انتباهه إلى الاهتمام بكل ما يتعلق بمسار ومراحل عملية حل المشكلة، ام بالمعوقات المعرفية التى تعوق هذا المسار،ام باستراتيجيات التغلب على هذه المعوقات. أم بالناتج المعرفى كما يظهر فى صورة حل مقترح أو منتج ملموس.
- ويتعلق المحور الثالث، بمكونات الوعى، هل هو وعى تقريرى بالعمليات النفسية (أى معرفة بمحتوى العملية النفسية من مختلف جوانبها) ام هو وعى إجرائى بعمليات تنفيذية (مثل الدراية بعمليات من قبيل التخطيط للعملية، أو مراقبتها، أو تقويمها، أو التحكم فيها، أو توجيهها ).
- ولو اخذنا مثالاً توضيحياً يبين طبيعة مكونات هذه المصفوفة ، وليكن هذا المثال منصباً على الخلايا الخاصة بجانب الدراية أو المعرفة (من مكونات الوعى) عند المستوى الأول ، وتقاطعها مع خلايا المستويين الآخرين ، فإن هذه الخلايا ستتعلق بالآتى :
- عند مستوى العمليات المعرفية ، سينصب الاهتمام مثلاً على دراية الفرد ومعرفته بـ:
[1] طبيعة العمليات المعرفية المتطلبة للتصدى لحل مشكلة ما و مراحلها·
[2] المعوقات المعرفية لحل المشكلة·
[3] الاستراتيجيات المعرفية المستخدمة للتغلب على هذه المعوقات·
عند مستوى الحالات الوجدانية ، سينصب الاهتمام على دراية الفرد بـ
[1] طبيعة المشاعرالوجدانية و مسار تطورها أثناء مراحل حله لهذه المشكلة·
[2] المعوقات الوجدانية·
[3] استراتيجيات التغلب على هذه المعوقات·
- عند مستوى الحالات الجسمية ، سينصب الاهتمام على دراية الفرد بـ:
[1] طبيعة الحالة الجسمية (كمنحنى التعب الذي يمر به) أثناء مراحل حله لهذه المشكلة·
[2] المعوقات الجسمية ( كالتعب الفسيولوجى، وحالة النوم واليقظة، والأوضاع الجسمية غير المريحة المعوّقة للأداء الكفء ) .
[3] الاستراتيجيات التى يمكن التغلب بها على مختلف المعوقات الجسمية (كتمارين الاسترخاء الخ )
- عند مستوى العمليات الاجتماعية
[1] طبيعة العمليات الاجتماعية التى تصاحب حل المشكلة وتؤثر فيها سلباً أو ايجاباً .
[2] المعوقات الاجتماعية التى تحول دون حله للمشكلة على نحو كفء
[3] الاستراتيجيات الاجتماعية التى يمكن التغلب بها على مختلف المعوقات الاجتماعية (كالمهارات الاجتماعية المطلوبة لاقناع الآخرين بالحل الخ).
شكل (6-3)
نقلا عن عامر (2002)