نحو خطة تدريبية متكاملة لتأهيل طلاب الجامعة المكفوفين (في ضوء معوقاتهم التعليمية وحاجات النفسية)
الملخص
تنطلق الدراسة الراهنة من مسلمة أساسية مفادها أن كف البصر، كحالة جسمية يعايشها الكفيف لا تمثل – في حد ذاتها – ما يلقاه من اضطرابات نفسية ومعوقات اجتماعية، إذ يكمن العامل الأكثر أهمية في الفرد نفسه (قدراته ومهارات) وفي علاقاته بالمجتمع الذي يعيش في كنفه، واتجاهات أفراد هذا المجتمع نحوه. فأغلب الاضطرابات والأمراض التي يعاني منها الكفيف هي نتاج سوء تعامل البيئة المحيطة مع عجزه، سواء أكانت البيئة الأسرية أو التعليمية أو المهنية. وفي ضوء ذلك تهدف الدراسة الراهنة إلى رصد المعوقات التعليمية، والحاجات النفسية لدى المكفوفين الجامعيين. والتي تقف حائلا أمام تحصيلهم الأكاديمي وتقدمهم العلمي وذلك سعيا إلى وضع خطة تدريبية مقترحة للتغلب على هذه المعوقات وإشباع تلك الحاجات وتنمية ما يرتبط بذلك من مهارات.
ويأتي إهتمام الدراسة الراهنة باستكشاف المعوقات التي يواجهها المكفوفون، ومحاولات اقتراح ما يمكن أن ينمي مناطق القوة لديهم، متسقاً مع التوجه الذي برز حديثا في علم النفس الذي يعرف بعلم النفس الإيجابي وما يدعو إليه هذا التوجه من النظر إلى الأفراد من منظور صحي إيجابي بدلا من التركيز على ما هو سلبي ومرضي. وفي ضوء هذا التصور لا تكتفي الدراسة الراهنة برصد المعوقات والمشكلات بل تحاول أن تمتد بذلك إلى وضع خطة تدريبية متكاملة الجوانب لشحذ الامكانات الايجابية جنبا إلي جنب مع التصدي للمعوقات السلبية.
وتعتمد الخطة التدريبية المقترحة هنا على الاستفادة مما أسفرت عنه نتائج الدراسة الأمبريقية التي سبق أن أجراها الباحث في هذا الإطار، والتي اهتمت برصد المعوقات النفسية والتعليمية لدى طلاب الجامعة المكفوفين (عامر، 2008). ويتضمن المشروع التدريبي المقترح ثلاث دورات متكاملة كل دورة تتكون من أربع برامج، كل برنامج يتضمن عدداً من الوحدات التدريبية، ولكل دورة من هذه الدورات أهدافها العامة ومتطلباتها النوعية. وتشمل هذه الدورات:
دورة تدريبية أولى: دورة المهارات الأساسية (الموجهة للمكفوفين): والتي تركز على تنمية المهارات الشخصية النوعية وكذلك مهارات تفاعل المكفوفين مع الآخرين ومهارات إدارة الحياة اليومية، وشغل وقت الفراغ، والتخطيط للمستقبل)
الدورة التدريبية الثانية: دورة المهارات الخاصة (الموجهة للمكفوفين أيضا): والتي تضم ثلاث برامج تركز على المهارات.