من نشوة الاكتئاب عتاب من چاهين إلي مصر
حاولت – عبر ثلاث مقالات سابقة – أن أغوص في بحار صلاح چاهين الغنية بحثاً عن الدوافع النفسية الحبيسة داخل رباعياته الشهيرة ، وحين قررت التقدم خطوة أخري أكثر جرأة بهدف استكشاف ملامح شخصية هذا الشاعر الكبير كما تكشف عنها الرباعيات أيضاً ، وجدت أن استاذنا الدكتور يحيي الرخاوي – الطبيب النفسي المعروف – قد سبقني باقتدار إلي هذا في مقال له بعنوان ( رباعيات صلاح چاهين وشخصيته الفرحانقباضية ). ولم أجد في ظهور محاولات أخري قبلي مبرراً كافياً لمنعي عن خوض ما عزمت عليه. فقررت أن أكرر المحاولة ولكن بطريقة مختلفة ، وذلك بأن أنشر قصيدة لي كتبتها عن صلاح چاهين منذ سنوات عديدة – في عام 1989 – كان عنوان هذا المقال عنوانها.
وقد التقت هذه القصيدة في كثير من معانيها مع ما طرحه ( د. الرخاوي ) من ناحية ، وما ذكره چاهين عن نفسه من ناحية أخري ، والأهم من هذا وذاك عبرت بصدق عن حالة التوحد التي جمعت بيني وبين هذا الشاعر الكبير في زمن كتابتي للقصيدة. لذلك استأذن القاريء الكريم أن أتناول هنا جانباً من شخصية چاهين عبر وسيط الوجدان ( الشعر ) ، دون إغفال للدور الآخر الذي يمكن أن يؤديه الوسيط الأشهر ( العقل ) القادر دائماً علي التحليل والنقد !!
}1{
أحلم بشهرة تروي غليل الطيش
لما أغنيكي ف قصايدي وتسمعيني
والعن أبو اللمه .. لما ما ترديش
إزاي أكون مشهور وانتي تتجهليني ؟
أنا اللي ما لي ف الشقاوة مثيل
هاجت شجوني لما بشكوتك ثورتي
قلتي لي غني يا صاحب المواويل
غنيت .. طبعت فوق نيلك صورتي
ولهفتك نسجتلي أول الأغنية
} ثوار لآخر مدي ثوار{
حمرت طوبتك النية بأمانيا
غضبك صبح ثورة ف أغانيا
اهتف وعيون ولادي ف عنيا
مركب بلادي ..
زقاها أغنية .. لماها أغنية
واللي بيلقي التاني ف الميدان
يهتف يقول } يا بلادنا بالأحضان {
}2{
شيء اتكسر جوايا بعد الانتظار
ما بقيتش ازقطت م الفرح ..
مع مدفع الافطار
طيارتي بتتحرق ف السما لوحدها ..
ورقها الملون طار.
واحنا أطفال ..
حلمنا سابح ف الهوا
فاردين دراعنا للسما
فاردين قلوعنا لأي ريح
ونطير مع ندهة الديك الفصيح
كوكو .. كوو .. كو .. مصر قامت
كوكو .. كوو .. كو .. مصر نامت
كوكو .. كوو .. كو .. مصر مش ممكن تبوح
كوكوكو .. كوو .. كو
قتلوك ياديك الهوا مدبوح
}3{
ولقيتني باتشعلق ف الهوا ولا بهلوان ..
ينادوني .. نطاط الهوا.
تناديني بالبهلوان
تتعجبي ….
أتعجب ..
ما انتي اللي مدا لي الحبال
}4{
إحساس وجاني اشد من كتابة الشعر
إزاي أنا الولهان .. أقول أنا حر
إزاي أقول للكل :
أفتحوا أبواب الصبايا ..
قلبي الضرير بقي مهر.
ومهر سايق ف الجنون ..
أسود ف لون نني العيون
وزي باقي الخيول
يعرف ينط الحواجز
وأن حطوا ميت حاجز
عمره ما يبوح لهم بالسر.
وإن قتلتلك : أنا شمسك المحرقة
أنا زي طيرك ..
ما نيش ملزوم بالزقزقة
تفتكري من قولي بأقول أنا حر ..
مع إني عصفور .. شارب مرارة الشقا
وأما يفر منك ف البلاد
دايماً يالحقه ف كل حته الاكتئاب.
}5{
مع كل صبح يفوت
أدعي دعاء الخلود
يا قلب ما تعجزني عن قول الحقيقة
يا قلب ما تعجزني عن نظم القصيدة
يا أملي ما تعجزني عن انتظار الموت
}6{
تعجزني ف أي لحظة الحياة
أعجز عن كتابة الشعر
والشعر حتي لو ح انساه
ما اكدبش أبداً عليه
وإن يوم كدبت ..
تلاقيني قبل ما تحسي
سكت حسي
تلاقيني مت
}7{
…………………….
صمت