المحددات النفسية للحكمة: معنى الحياة وفلسفتها والوعي بالذات والقيم

الملخص

تهدف الدراسة الراهنة الكشف عن الفروق بين مرتفعي ومنخفضي الحكمة على أربعة متغيرات-تفترض الدراسة أنها تمثل محددات نفسية للحكمة- وهي: الوعي بالذات، ومعنى الحياة، وفلسفة الحياة، والقيم. وللتحقق من فروض الدراسة، طبقت ستة مقاييس على عينة مكونة من (165) طالباً بالدراسات العليا في مراحل الدبلوم والماجستير والدكتوراه (109 أنثى، و56 ذكراً)، من جامعتين من جامعات مملكة البحرين إحداهما إقليمية (جامعة الخليج العربي) والأخرى محلية (جامعة البحرين)، وينتمي جميع أفراد العينة إلى ثلاث دول مجلس التعاون الخليجي، الكويت والبحرين والسعودية، وبلغ متوسط أعمارهم (37، 32 +أو- 5.34).

وشملت المقاييس الستة، مقياسان لتقدير الحكمة، أحداهما، مقياس الحكمة المُدركة ليسرية صادق (2010) لقياس الحكمة الضمنية (وفقاً لتصورات الأفراد)، والثاني مقياس الحكمة ثلاثية الأبعاد لمونيكا أردلت (Ardelt, 2003) لقياس الحكمة الصريحة (وفقا لتصورات المنظرين). ولتقدير المتغيرات الأربعة الأخرى، استخدم مقياس الوعي بالذات (من إعداد الباحث)، ومقياس معنى الحياة (للأبيض، 2010)، ومقياس الإقرار بوجود فلسفة للحياة (من إعداد الباحث)، ومقياس القيم لألبورت وفيرنون ولندزي (ترجمة هنا، 1986).

كشفت النتائج عن وجود علاقة إيجابية ضعيفة بين الحكمة الضمنية (المُدركة من قبل الأفراد)، ومقياس الحكمة الصريحة (كما تقاس بمقياس أردلت)، مما كشف عن وجود فجوة بين التصورات النظرية للحكمة والتصورات التي يتبناها الأفراد للمفهوم. وقد تحقق فرض الدراسة فيما يتصل بعلاقة الحكمة الضمنية بالوعي بالذات، في حين لم يتحقق الفرض فيما يتصل بالحكمة الصريحة. وتحقق أيضاً فرضا الدراسة فيما يتصل بعلاقة الحكمة بمتغيري معنى الحياة وفلسفة الحياة، سواء على مستوى الحكمة الضمنية أو الصريحة. في المقابل لم تتحقق الفروض المتصلة بوجود علاقة بين الحكمة والقيم الستة المُدرجة في مقياس ألبورت وفيرنون ولينذي على مستوى نوعيالحكمة. وقد بينت نتائج معاملات الانحدار أنه يمكن التنبؤ بدرجة دالة بالحكمة الضمنية من خلال متغيري الوعي بالذات ومعنى الحياة في حين يمكن التنبؤ الدال بالحكمة الصريحة من خلال متغير معنى الحياة فقط. وقد بينت النتائج إمكان افتراض أن ثلاثة من المتغيرات الأربعة التي شملتها الدراسة، تمثل محددات نفسية مهمة لمفهوم الحكمة، ونوهت الدراسة إلى ضرورة فحص الفروق بين التصورات الضمنية والتصورات الصريحة للحكمة، ومراعاة متغير الثقافة عند تحديد هذه الفروق.