الاستهداف لتعاطي الكحوليات لدى تلاميذ الثانوي العام والثانوي الفني دراسة وبائية مقارنة

تتدرج الدراسة الحالية ضمن الدراسات التي تختص بالبحث في الأسباب والسوابق المهيئة للاستهداف للتورط في خبرة التعاطي لدى المراهقين حيث تهدف إلى تحديد حجم الجماعات المستهدفة للتعاطي من بين تلاميذ ثانوي عام وتلاميذ ثانوي فني، ثم تنتقل لتقارن بين النتائج الخاصة بعينتي الدراسة بهدف التحقق من مقدار التشابه والاختلاف في العوامل المهيئة للتعاطي لدى كل منهما، بما يسمح بتوجيه الجهود البحثية والوقائية المهتمة بالعينتين محل اهتمام في ضوء طبيعة عوامل الاستهداف الخاصة بكل عينة منهما، والتأثير النسبي المتوقع لهذه العوامل. من ناحية أخرى تقدم الدراسة نموذجاً تفسيرياً مقترحاً لأسباب التورط في خبرة التعاطي مرهون بقدر التفاعل بين متغيرين أساسيين، وهما الدافعية للتعاطي، وسلوك المخاطرة في اتجاه الانحراف ولتحقيق الأهداف المنشودة. أجريت الدراسة ضمن سلسلة الدراسات التي تجري في إطار البرنامج الدائم لبحوث تعاطي المخدرات. مستخدمة الأدوات والبيانات التي جمعت في إطار هذا المشروع البحثي الممتد، حيث جمعت البيانات – الخاصة بهذه الدراسة – من عينتين من الذكور، ممثلتين لتلاميذ ثانوي عام، وتلاميذ ثانوي فني. تراوحن أعدادها بين (10284) : (12408) تلميذاً بالثانوي العام، وبين (19888) : (11314) تلميذاً بالثانوي الفني.

وقد كشفت النتائج عن تباين مؤشرات الاستهداف في العينتين محل الاهتمام، حيث بينت أن تلاميذ ثانوي عام أكثر استهدافاً لتعاطي مختلف المواد النفسية، من منظور دافعيتهم نحو التعاطي (أي أنهم مستهدفون راغبون) أما تلاميذ ثانوي فني فهم أكثر استهدافاً لتعاطي مختلف المواد النفسية من تلاميذ ثانوي عام، من منظور مؤشرات المخاطرة في اتجاه الانحراف (أي أنهم مستهدفون مخاطرون في اتجاه الانحراف).